مصرُ لا تخفِري ذِمامَ الجزائـرْ
أنتِ أمُّ الدنيا ونِيـلُ المفاخـرْ
اقبليها أختاً على كـلّ كـربٍ
واغفري ما جرى فطوبى لغافرْ
أنـتِ أهـلٌ وللجزائـر قـدرٌ
فأفيقا من كيـدِ بـاغ وغـادر
أنتما مقلتان. ما أبشع الوجـ
ـهَ إذا ما ابتدا شِتامُ المحاجر!
أيليقُ الخصامُ من أجل (لهوٍ)؟
يا لَدهرٍ بكلِّ شنعـاءَ هـادر!
أيّهـذا الخـواءُ كُـفّ فـإنّـا
قد غدونا أضحوكـة المتآمـر
ساقنا للحضيض عصبةُ شـرٍّ
ما تنـدّت أفواههـا بالمآثـر
حين يضحي الغوغاءُ قادةَ رأيٍ
تنبُتُ الأرضُ محنـةً وجرائـرْ
حين يُمسي الطَّغامُ ساسةَ فكرٍ
تتلظّى من غيظهـنّ الدفاتـرْ
حين تغدو الأقلامُ مثلَ البغايـا
فتوقّيْ سبيلَهـا يـا محابـرْ
ما جرى موجِزٌ مواجعَ شعـبٍ
عربـيٍّ دارت عليـه الدوائـرْ
يا بني العُرْبِ خَلفَكم ألفُ بلوى
فإلامَ احتفالُكـم بالصغائـر؟!
سرطانُ اليهود ينمـو وينمـو
والإذاعاتُ بالعقـولِ تقامـر!
والفضاء المكبولُ أصبح ماخو
راً على بابه تطيش الضمائـر
قد علمتم-وذو الحجى ألمعيٌّ-
أين يمضي بكم حوارُ الخناجرْ
فاطمروا تلكمُ السفاسفَ طمراً
وادفنوا جمرةَ الخلاف الغائـرْ
وافسحوا الدربَ للبراعم تُزهِرْ
ألقاً حولـه تـرفّ المزاهـرْ
أنتـمُ إخـوةٌ بـلاداً وشعبـاً
وحّدتكم على الدروبِ المخاطرْ
فالإخاءَ الإخاءَ، إني لأصغـي
لأغاني صهيون حولَ المقابـرْ