[size=18][size=18]
أنا مواطن خليجي .. يرتبط بالكثير من الصداقات ، والعلاقات المميّزة مع الإخوة المصريين .. في حين لم أشرف بزيارة الجزائر الشقيقة ، أو الارتباط بصداقة مع أحد الأشقاء الجزائريين ، ربما بحكم البعد الجغرافي ، وقلة وجود الأشقاء الجزائريين في بلدي ، غير أن هذا لا يمنعني من عرض وجهة نظر محايدة .
* دعوني أعترف ـ ابتداء ـ بأن ( مصر) هي بلد الريادة الحضارية والعلمية والفنية في العالم العربي ..
* الأحداث الساخنة بدأت مساء الأربعاء الماضي .. حيث فُجعنا بأصوات الاستغاثة على عدد من القنوات المصرية من عدد من الفنانين والمشجعين المصريين ، كانت تحمل عبارات عنيفة .. تصدم العقول قبل القلوب .. ( أغيثونا .. أنقذونا .. نحن نتعرض لمجزرة .. عمليات قتل جماعية .. حرب عصابات ) !!!!!!!!
بصراحة كانت المفاجأة من العيار الثقيل . . تملّكنا الخوف على إخواننا المصريين ..وبالتالي فإننا بدأنا نتابع ( وبدقة ) ما تسفر عنه الأحداث .. كنا نتصور أن القتلى بالعشرات .. وأن غرف العناية المركّزة تمتلئ بالمئات .. و.. و.. ، غير أن المفاجأة الأكبر أن كل ما قيل لم يكن سوى دراما ساقطة !!! حيث ثبت ـ حسب الإحصاءات السودانية ( وهي الأصدق ) أن كل ما في الموضوع : تسع إصابات سطحية ، وحسب تصريح وزير الصحة المصري : 21 إصابة سطحية !!!!!! واتفق الطرفان أن كل تلك الحالات عولجت في وقتها ، ولم يستلزم الأمر بقاء أي من الجرحى في المستشفى !!!
حسبنا الله ونعم الوكيل !!!!
أكلُّ هذا النحيب .. والعويل .. والاستغاثات .. والبكائيات .. من أجل 9 إصابات سطحية !!!!!
ألم يقدّروا مشاعر أهالي المشجعين المصريين الذين سيضعون أيديهم على قلوبهم .. خوفا على أبنائهم ؟؟!!
ألم يراعوا الأمانة الإعلامية .. ؟؟!!
ألم يحترموا مصداقيتهم أمام مشاهديهم ؟؟!!
* وللأمانة يجب أن أقول بأن هذا التعامل بالعنف سلوك غير حضاري .. على الإطلاق .. لكن .. من الذي بدأ به ؟؟!!
الأخبار تثبت أن المصريين هم من بدأوا بالاعتداء على حافة المنتخب الجزائري ، وانتهوا بمهاجمة الجماهير الجزائرية بعد مباراة القاهرة .. الجزاء من جنس العمل .
* الطرف الجزائري .. لم ينتصر على أرض الملعب بهدف واحد فحسب .. بل الواقع أنه انتصر في عدة جوانب .. وبأهداف كثيرة .. فالإدارة الجزائرية أثبتت احترافية عالية جدا في إدارة كل الظروف المحيطة بالمباراة .. ورغم أن الظروف الجغرافية والنفسية كانت تصب لصالح المصريين .. إلا أن قوة الإرادة .. وحسن الإدارة لدى الجزائريين تغلبت على كل الظروف .
* الفكر الاحترافي للطرف الجزائري بدأ للعمل للمباراة الفاصلة منذ صافرة النهاية لمباراة القاهرة .. بينما الفكر الاستعراضي للطرف المصري لم يبدأ العمل إلا مع صافرة النهاية لمباراة السودان !!!!!!
* حسن الإعداد الجزائري ظهر منذ الدقيقة الأولى للمباراة .
* الإعلام الجزائري .. رغم محدوديته .. وعدم وصوله للكثير من الدول العربية إلا أنه استطاع أن يحوّل التنّين الإعلامي المصري من كونه صانع حدث ، إلى مجرد كونه رد فعل للإعلام الجزائري !!!
* كيف غابت الاحترافية عن الماكينة الإعلامية المصرية ، ذات الخبرة الهائلة ، والإمكانات العالية ؟؟!!!
* الإعلام المصري فقد مصداقيته منذ حادثة الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري .
* القنوات المصرية ( الرسمية والتجارية ) تحولت إلى مهرجان للتشدّق بالوطنية من القاصي والداني ، ( واللي يسوى واللي ما يسواش ) .. والمشكلة أن أكثر الباكين على حقوق المواطن المصري المسكين .. هم من مصّاصي دماء ذلك المواطن .
* في ثنايا هذا المهرجان الضخم .. لم يرض مقدمو البرامج أن يسمعوا لصوت بعض الضيوف العقلاء الذين ضاعت أصواتهم وراء هذه الهيصة .
* الهستيريا الإعلامية المصرية بدأت ترمي بشرر الاتهامات في كل الاتجاهات .. ولم يكد يسلم أحد ذو علاقة .. أو غير علاقة من تلك الاتهامات .. فبعد الجزائريين .. لم يسلم السودانيون ( رغم أنهم هم من اختار السودان .. ويعرفون مدى إمكاناتها .. ولم يتوقف هذا الهجوم إلا لحاجة في نفس يعقوب ) ، اتهموا إسرائيل .. اتهموا قطر .. اتهموا الفيفا ..اتهموا جامعة الدول العربية ( مع أنهم هم من أنشأها وهم أكثر المستفيدين منها ) .. اتهموا الإعلام الأوروبي .. اتهموا السفير المصري في السودان .. اتهموا اتحاد الكرة المصري .. أيه .. فيه أيه ؟؟ .. قليلا من الهدوء يا عالم ..
* مما فات على المصريين : فهْم السيكيولوجية النفسية للشعب الجزائري الأبيّ .. الشعب الذي قاتل عشرات السنين وفقد أكثر من مليون شهيد .. ليتخلص من وصاية الفرنسيين .. فكيف يرضى بوصاية غيرهم ؟؟!!!
* المواطن المصري .. طيّب .. لطيف .. عاطفي .. وبالتالي فإن الإعلام المصري استغل هذه الطيبة والعاطفة بطريقة سلبية .
* ردة الفعل المصرية جعلت الهزيمة مضاعفة .. لم تعد هزيمة كروية .. وما خسرته مصر بهذه الحملة .. أكثر مما كسبته .
* ردة الفعل الجزائرية على الحملة المصرية كانت أكثر تعقلا .. وهدوءا .
* الصدمة المصرية كانت نتيجة للنظرة الاستعلائية التي كانوا يتعاملون بها مع الأحداث .
* لم يكن من اللائق .. ولا المنطق أن يحكم الإعلام المصري على 35 مليون جزائري بالهمجية والجهل والغوغائية لمجرد أن مجموعة من جماهيرهم اعتدوا على جماهير مصرية .
* كنت أعتقد أن الغرض من تصعيد الإعلام المصري التجاري للأمور كان بغرض التسويق و الربح التجاري .. لكن لما تدخل الإعلام المصري الرسمي في الأزمة .. أصبحت أعتقد أن وراء ذلك هدفا سياسيا .. ربما كان لتغطية بعض الأخطاء أو الأزمات الداخلية .. وربما .. والا بلاش ..
* مصر هي رائدة الإنتاج السينمائي العربي .. غير أنها هذه المرة أنتجت لنا أسوأ مسلسل مصري على الإطلاق .. سيناريو ركيك .. مونتاج سيء .. إخراج تجاري .
* بعد أن ينقشع الغبار .. سيعلو صوت العقلاء في مصر .
* من أهم مبادئ الفيفا : عدم تسييس الرياضة .
* ألف مبروك لأشقائنا الجزائريين .. وحظا أوفر لأشقائنا المصريين
.
.
.
.
..
[/size][/size]
الإثنين نوفمبر 23, 2009 10:12 am
