مصر والجزائر وكرة القدم ( تفاعلاً مع موفق الجبوري )
قد انكشف الحياءُ فلا حياءُ
وغورت المنابعُ يا دلاءُ
وهدمت الحياضُ فليس يجدي
من استعصت معايبهم رواءُ
وإن كان المريضُ يريد موتاً
فما يغني من الموت الشفاءُ
وإن ضل الهداةُ سبيل رشد
فقد عم البلاد بهم شقاءُ
فما فطنوا لنخر السوس فينا
وألهى فكرهم عنا الطلاءُ
تضيع القدس لا نلقى حراكاً
وبالسفاح يجمعهم لقاءُ
وما عرفو الملالة من عدوٍ
وللإخوان يسكنهم عداءُ
فأنَّى للشعوب ومبصروها
أصابهم العمى وبهم غباءُ
وكيف يميزون جليل أمرٍ
وقد خفوا كما خف الغثاءُ
يموت العلمُ والعلماءُ فينا
فما يرقى لمأتمهم عزاءُ
ويفنى بعضنا لينال مجداً
بحجز تذاكرٍ نعم الذكاءُ
وتستجلي الصحافةُ كل يومٍ
من الأخبار زوراً ما تشاءُ
ويأتينا من التلفاز وصفٌ
وتحليلٌ وما نقل الهواءُ
ويشكو كل قطرٍ سوءَ فقرٍ
وعند الهزل يأتينا الثراءُ
تبارينا وليت الأمر جدٌ
فمن أعدائنا نال الحذاءُ
ولكنا تسابقنا للهوٍ
وفي إعلائه زاد العطاءُ
ويدمي بعضنا بعضاً ولسنا
نغيظ عدونا بل لا نشاءُ
ومصر من الجزائر نبض قلبٍ
فكيف يكون بينهما الجفاءُ
وفي شرياننا إن شئت تدري
من الحب الجزائرُ والدماءُ
فكيف بربنا نرضى خصاماً
يزكيه التناحرُ والمراءُ
فحي على إخاء الدين إنا
من التفريق أشقانا العناءُ[b]